أرشيف التصنيف: آراء وتحليلات

آراء وتحليلات

تقديرا للنّجاح الّذي حقّقته حركة الشّباب الشّركسي

 تقديرا للنّجاح الّذي حقّقته حركة الشّباب الشّركسي

تصعد الأمم وتنمو وتزدهر، على النحو المستمد من نتائج المساعى العظيمة والجهود المبذولة والشعور بالواجب والإلتزام الّتي يشعر بتقديمها الأعضاء المخلصين، وكذلك يشعرون بأنهم ملزمين أخلاقيا للمساعدة في الأوقات التي تكون فيها المساعدة مطلوبة وضروريّة من أجل الحفاظ على موقف صلب، والذي يجب من خلاله تكريس  كل التوجّهات لتوجّه من أجل إنقاذ الوجود، ولغاية الحفاظ على البقاء كأمّة محترمة وكريمة بين الأمم الأخرى  الّتي تتساوى محاولاتها في الحفاظ على سيادتها كأمم تلقى الإحترام والّتي بنفس الوقت  لديها التقدير والإحترام المتبادل نحو بعضها البعض.

 

كل الشّكر للدوافع الممتازة للشباب الشّراكسة، ونحن نقدر لكم بصدق وعيكم الفائق والطريقة الّتي  أدّيتم بها مهمّتكم الهامّة، ونريد أن تعلموا كم نحن نقدر الطريقة التي من خلالها أظهرتم حرصكم نحو “القضيّة الشّركسيّة”. لا يمكننا أن نتذكر مرة في السّنوات الأخيرة، بدت فيها أمتنا مبجّلة، وموسومة بالتكريم، ومسرورة من جيل الشباب، الذين يمثلون المستقبل الواعد والواثق مع المبدأ الثّابت، والّذي بدى عبر إعلان بيان لبرنامج من ثماني نقاط  قاموا بالإعلان عنه بعد انتهاء جلسات إجتماع منتداهم المباركة. فجميع الرّاصدين والمراقبين علّقوا على كيفية ثبات وتماسك  القرارات النّهائيّة التّي جاءت إنتقادا للوضع الراهن وقدّموا مقترحات من أجل حل المشاكل الشّركسيّة القائمة التي لم تحسم بعد.

 

واليوم ، أكثر من أي يوم مضى، فإنّ آبائكم وأجدادكم، وأمتكم الجليلة ممتنّون ومقدّرون للقيام بتحرّككم في نهج منطقي.ونطلقها صيحة مدويّة لتأييدكم، لإنجازكم العظيم والرّائع، لقد كسبتم احتراما للعمل المتقن والمؤثّر جدا؛ إنّكم على الطريق الصحيح نحو إعادة تأكيد الهويّة الشّركسيّة، وهذا يعتبر تقدما ملحوظا. شكرا لجهودكم المدهشة ورعايتكم الّتي لا تصدّق وكذلك أعمالكم الملهمة من أجل أمتكم. نحن فخورون  بجهودكم غير العاديّة، لتثبتوا بأنّكم شركسا حقيقيّين، وتبعا لذلك فقد كسبتم الحب والإعجاب والإحترام.

 

نريد منكم أن تعرفوا كم هم أقرانكم الشّراكسة راضين ومسرورين، بعملكم التّطوّعي والبطولي وذلك بالمساعي الرائعة التي قدمتموها إلى أمّتكم الشّركسيّة. إنّ ذكائكم ونجاحكم بالعمل كفريق، قد ساهم في تشكيل إنحناء المهام الصّعبة أمامكم، والذي لم يترك أي شك في أن مجموعة صغيرة من الّذين يراعون مشاعر الآخرين وهم ليسوا بأنانيّين، والذين كرّسوا أنفسهم لقضية نبيلة، من شأنه أن يمهد الطريق وكذلك من شأنه أن يغيّر العالم الشّركسي، لأن العمل الجماعي هو هام لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل على أي شخص من الوصول إلى قدرات عليا من دون تضحية؛ ولكن الأهم من ذلك كلّه، أنّ من المذهل ان الشباب الشركسي أثبت بأنّه قادر على انجاز مثل تلك المهمة المقدسة، في حين أنهم ليسوا قلقين بشأن من الذي سيحصل على السّمعة المشرّفة، والذي يتعارض مع الموقف المعهود في معظم المجتمعات الشركسية  في كلا الوطن الأم والشتات!

 

إنّ ذلك مثالا على ولاء حقيقي وانتماء إلى الوطن الأم والأمّة، تم الإعراب عنه من قبل أولئك الذين شاركوا وخرجوا بالنّتائج الرائعة من خلال يوم واحد من المنتدى الّذي عقد في الثّاني عشر من أيلول/سبتمبر 2009،  في الحدث الهام الّذي عقد في شركيسك، تحت عنوان “منتدى الشباب الشركسي”، الذي حضره شبانا شراكسة، والذين هم أعضاء فاعلين في فروع الجمعيّات الشّركسيّة، والكونغرس الشّركسي، وغيرها من المنظمات النّاشطة، حيث جاؤا من الجمهوريات والجيوب الشركسية في الوطن، إلى جانب جمهورية ابخازيا في منطقة شمال القوقاز، لمناقشة الشّؤون الهامّة التي تهم الأمّة الشّركسيّة في الوطن وفي الشتات.

 

عموما، فقد أعلن عن برنامج يتألّف من ثماني نقاط، من قبل المنتدى في نهاية دورته غير العادية، والتي تبين أنها بمثابة “المارد الّذي خرج من قمقمه”، بعد 145 عاما من “النوم العميق”، الذي يعتبر بكل المقاييس، نتيجة ناجحة للغاية بالنسبة لجميع هؤلاء الشباب الشركسي الشجعان (الّذين يعملون نيابة عن أمتهم الحبيبة) الّذين بدوا كأنّهم لم ينسوا واجباتهم تجاه أمّتهم الشّركسيّة مطلقا.

 

هذا الحدث الهام يعتبر ناجحا في جميع الموازين والزوايا والمقاييس، التي أظهرت تحولا جذريّا والّذي يؤدّي الى تغييرات جوهرية وشاملة في التّفكير والأفكار وعقول الناس من جميع الطبقات والخلفيات، التي هي إن وجّهت بشكل مناسب، فإنّها ستعبّر عن الوصف الحقيقي لإعلان المنتدى عن الحاجة لتغيير عملي لانعاش الوضع المتجمّد الحالي المستخدم من قبل الحرس القديم، والذي بدوره  كان مسؤولا عن أجندة  الاحتلال لبعض الوقت، والذين أظهروا إرادة مترددة لعمل أي شيئ مفيد لمصالح الأمّة الشّركسيّة،  وفي نفس الوقت يجرون اتصالاتهم مع أطراف وجهات مشبوهة، من أولئك الّذين لا يريدون للشّركس أن يستيقظوا من سباتهم أو لاتخاذ الموقف والعمل الصحيح، من أجل حاضرهم  ومستقبلهم، وهو ما عنى تغييرا “عميق الجذور” وخروجا عن المعتاد والنّمطيّة والسّياسات الموجّهة والمتآكلة، والسلوك العام الّذي هو ليس مهمة سهلة للإبتعاد عنه في ظل هذه الظروف “السياسية”، و في نفس الوقت فإنّ أخبار ووثائق هذا الحدث قد وصلت إلى دوائر وآفاق أوسع وأرحب لتشمل كامل شمال القوقاز وما وراءها لمجتمعات الشّتات والإغتراب.

 

والشركس المؤمنين بقضيّتهم كلّهم أمل في أنّه ليس هناك أيّ شخص سوف يكون قادرا في أي وسيلة كانت، لخطف أو للإستيلاء على نتيجة هذه المناسبة لتحقيق مكاسب شخصية أو إنتهازية، ولكن في نفس الوقت، فإنّي مقتنع بأن هكذا آليّة تنظيميّة وتنسيق والّتان أدّتا إلى نتيجة ناجحة، سوف تؤدّيان إلى مسعى ونجاح يقظين.

 

إن هذه الرسالة الصادقة تم توجيهها إلى جميع المشاركين ومؤيديهم، لإحاطتهم علما بأن شراكسة الشتات فخورين بالجهود الرّقيقة والجديرة بالثّناء والّتي تحقّقت خلال تلك المناسبة الهامة، ويتطلّعون لمزيد من الإنجازات.

 

إيجل

21 أيلول / سبتمبر 2009

Share Button

شمال القوقاز الغربي: خيارات موسكو

النّشرة:  أوراسيا ديلى مونيتور المجلد : 6

17 آب/ أغسطس 2009
بواسطة: فاليري دجوتسيف

مدير دائرة مشاكل العلاقات العرقية

في معهد الدراسات السياسية والتحليل

العسكري في موسكو سيرغي ماركيدونوف

Sergei_Markedonov

التغييرات الأخيرة في القوانين الاتحادية (الفيدراليّة) في قباردينو – بلقاريا والمتعلقة بالتعليم في المدارس أثارت الجدل. “ممثلو الأقليات سيكونوا قادرين على تعليم أبنائهم للغاتهم الأصليّة (الأم) في البيت فقط” – رثى ذلك موازين خاشتلوف، رئيس الكونغرس القبارديني في قباردينو – بلقاريا.  قال خاشتلوف بأنه نظرا لعدم وجود “سياسة متماسكة” في روسيا فإنّ عدد المتحدّثين بلغة القباردي بين الأطفال يتناقص سنويّا (غازيتا يوغا، 13 آب/أغسطس).

وفيما عزى رئيس الكونغرس القباردي هذا الإنحدار في اللّغة إلى غياب سياسات فيدراليّة ملائمة، فإنّ العكس يبدو أكثر احتمالا: حيث أن هناك مجموعة من السّياسات المستمرّة على المستوى الفيدرالي للحد قدر الإمكان من استخدام اللغات المتداولة من قبل الأقليات. وعلى وجه الخصوص القانون القيدرالي الّذي يحمل الرّقم 309، والّذي كان قد أقرّ في الأوّل من كانون الأوّل/ديسمبر 2007، الّذي توخّى الانخفاض التدريجي للغات الأقلّيّات في جميع أنحاء روسيا – وخاصة بعد كانون الأوّل/ديسمبر 2009 (www.consultant.ru, December 1, 2007). قد يبدو ترفا مبالغا به إذا تم تدريس الأقلّيّات  في روسيا للغاتهم في المدارس. ومع ذلك، فإنّ الأقلّيّات، مثل شعوب شمال القوقازالأخرى،  ليسوا أقليات بمعنى أنّهم من الأقليات المهاجرة إليها؛ لا بل إنهم يعيشون في وطنهم التّاريخي، ويشعرون بأن لهم الحق في الحفاظ على لغاتها في روسيا.

إحدى ورقات المساومة التعويضية التي تعرضها موسكو للشّركس هي زيادة الحصص المخصّصة للجنس الشّركسي للعودة الى الوطن في شمال القوقاز. وذلك  في أعقاب الحرب الوحشيّة في القرن التّاسع عشر خلال فترة الغزو الروسي للقوقاز،  عندما طردت  أو  حملت الامبراطورية الرّوسيّة الأمّة الشّركسيّة للهجرة إلى تركيّا وبلدان الشّرق الأوسط. غالبية الشركس يعيشون الآن في تلك البلدان، ويصل عددها الى نحو ستة ملايين نسمة. وفي شمال القوقاز يعيش الشّراكسة بشكل عام  في الجزء الغربي من المنطقة، في الأديغيه وقراشاي – شركسيا وقباردينو – بلقاريا، مع تمتّع الأخيرة بوجود أغلبية شركسيّة في عدد سكّانها.

سمح للأديغيه بزيادة حصتها من أجل العودة إلى الوطن من 50 إلى 1400 سنويا في عام 2009. وتمت زيادة الحصة بسبب الضغط المتواصل للمنظمة القوميّة الشركسية، الأديغيه خاسة.  وهو المطلب الرئيسي من الشتات الشركسي وهو أن يعترف بذلك قانونيّا كي يعتبروا مواطنين، الّذي تتيح لهم إعادة توطينهم في أراضيهم التاريخية وأن يتلقّوا مساعدات كبيرة من الحكومة. زعيم الشّركس في تركيّا جيهان جاندمير،  طلب هذا المطلب عندما تحدّث إلى وزير الخارجيّة الرّوسي سيرجي لافروف بعد وقت قصير من الحرب في جورجيا في عام 2008 (www.regnum.ru, August 4). الشركس لا يشكّلون سوى ربع عدد سكان جمهوريّة الأديغيه الصّغيرة والّتي يبلغ عدد سكّانها  500،000 نسمة،  ومع ذلك فهم يشغلون مناصب رئيسية في حكومة الجمهوريّة، وجمهوريّة الأديغيه كانت الاوفر حظا فيما يتعلّق بالقومية الشركسية في شمال القوقاز خلال السّنوات الأخيرة.

مدير دائرة مشاكل العلاقات العرقية في معهد الدراسات السياسية والتحليل العسكري في موسكو،  سيرغي ماركيدونوف يجادل بأن العودة الجماعية للشركس فشلت على أرض الواقع، ليس نتيجة للسياسات الروسية لإبقائهم خارج البلاد فقط، ولكن لأنهم ظهروا بهويات منفصلة ولا يمكنهم مغادرة بلدانهم الحالية بسهولة. على الرغم من العدد المنخفض نسبيا من الشركس الذين تمكنوا من العودة إلى شمال القوقاز منذ بداية سنين التسعينيات من القرن الماضي، وفقا لماركيدونوف وأنّ عددهم الإجمالي لا يتجاوز 3000 نسمة،  فإنه يصرّح على أنه “سيكون من الخطأ الكبير ترك موضوع الوحدة الشّركسيّة في أيدي أولئك الذين يريدون إضعاف الموقف الروسي في منطقة القوقاز الكبرى” (www.polit.ru, August 11). إنّ التفكير فيما قاله هذا المحلل المتنفّذ قد يعني ان موسكو ستحاول استيعاب المصالح القومية الشركسية إلى حد معين، في الوقت الذي وضعوا فيه تحت المراقبة بوسائل أخرى.

واحد من أساليب هذه الرّقابة قد يكون الشعوب الأصلية الأخرى في منطقة القوقاز التي تعيش جنبا إلى جنب مع الشركس ولها العديد من النزاعات المعلقة معها. على سبيل المثال في قباردينو- بلقاريا، حيث أنّ النقاش حول ملكية الأراضي العرقيّة بدأ بالظّهور باعتبار أن هذه قضية تعتبر ساخنة. أعضاء من الكونغرس القبارديني يطالبوا بأنّه إذا حصل واقترح البلقر إجراء تغييرات لإدخالها على تشريعات معتمده من قبل البرلمان، فإنّ “عشرين من قرى البلقر التي يبلغ عدد سكانها 45000 سيتم منحهم حوالي 37 في المئة من مجمل أراضي قباردينو-  بلقاريا” (Gazeta Yuga, August 13).

قضايا خلافية تزداد وضوحا، ليس فقط  بين الشركس وشعوب أصلية (عريقة) أخرى في شمال القوقاز، ولكن بين الشّركس والرّوس أيضا. عندما احتفلت جمهوريّة الأديغيه بيوم العودة إلى الوطن في الأوّل من أغسطس، أشاد مسؤولين ومنظمات من المجتمع المدني بضحايا حرب القوقاز في القرن التاسع عشر في المكان الذي سيتم فيه تشييد نصب تذكاري لهم. وفي الوقت نفسه، هؤلاء الضباط  الرّوس الذين قادوا غزو منطقة القوقاز، مثل الجنرال الكسي يرملوف، كان قد نصب لهم نصب تذكاريّة أقيمت في المناطق الروسية المجاورة مثل ستافروبول وكراسنودار (Stavropolskaya Pravda, October 10, 2008). الروس والشركس على وجه الخصوص يبدو واضحا أن ليس لديهم فقط أبطالا مختلفين، ولكن أبطالا يعارض كل منهما الآخر بشكل واضح. ومع ذلك، فإنّ هؤلاء الأعضاء في الحكومة الروسية، والّذين، وفقا لماركيدونوف لا يريدون  “أن يتساهلوا في موضوع الوحدة الشركسية”، سوف يواجهون معركة شاقّة في محاولة لاثبات ان الغزو الروسي لشمال القوقاز كان على نحو ما، مفيدا للشّركس.

 

نقل عن: مؤسّسة جيمس تاون

 

ترجمة: أخبار شركيسيا

6 أيلول / سبتمبر 2009

 

 

Share Button

أرجوحة المصالح الإستعماريّة الرّوسيّة والشّركس

تقدم الدول الإمبريالية مصالحها الذاتية فوق كل إعتبار، وتحت شعارات واهية  تواصل هذه الدول النهج الإمبريالي بالأساليب العسكريه والإقتصادية والثقافية، وتواصل سياساتها الأنانيّة  التي تسخّر لها كافّة الإمكانيّات المادّية والبشريّة والإعلاميّة المتاحة، من أجل أهداف غير سامية وغير إنسانيّة من أهمّها السّيطرة على  أوطان وأراضي وموانئ ومياه وثروات وخيرات الشعوب، ويتم ذلك إقتضاءا من خلال قتل المدنيّين الأبرياء وقمعهم  وحجب حرّيّاتهم ونهب ممتلكاتهم وطردهم بكل وحشيّة بالإضافة إلى إضطّهادهم واستغلالهم وقهرهم وتطبيق قرارات عنصريّة ضد قوميّاتهم وعقائدهم ودياناتهم وكذلك خرق بنود ومقتضيات تطبيق القوانين الدولية ولوائح حقوق الإنسان بما فيها قرارات الأمم المتحدة وميثاقها بالإضافة إلى الدّوس على المبادئ الإنسانيّة السّامية.

يمكن القول بأن كافة الدراسات والإستبيانات التي تقف من وراءها السلطات الرّسمية الرّوسية المتمثّلة بأجهزة وعملاء وجواسيس المخابرات والإستخبارات تقوم بالترويج لما تريد تسويقه وكذلك تهيئة المناخات والظروف التي توصل الباحثين والدارسين الى النتائج المعلنة لديهم والتي هي بالضرورة معروفة لهم سلفا لأنّهم وعلى عكس الأسلوب العلمي في البحث والمتمثّل بدراسة قضايا أو ظواهر أوحالات أو أزمات معيّنة إعتمادا على المعطيات والمؤثّرات المختلفة، فإنّهم في السياسة الموجّهة والمتّبعة من قبل المرتبطين بالسّلطات الإستعماريّة الرّوسيّة ومنفّذي سياساتها، فإنّهم يقومون بإعداد الملفات المنوي التّعامل معها بهدف الإيغال بتدمير الأمّة الشّركسيّة واستمرار نفي الغالبيّة العظمى منها في أصقاع الأرض.

لايحتاج المرء إلى مهارة خاصّة للمقاربة بين المهارات المعرفية التي يجب أن تخضع لمقارنة حذرة للوصول إلى الحقائق، فالسلوك العدائي يكون عادة لدى المعتدين الّذين لا يرون سوى مصالحهم الذّاتيّة والمتمثّلة بتطبيق سياسة “إلغاء الآخر”، من أجل تنفيذ سياسة الإستحواذ على الآخرين دون أن تكون لهم بالضرورة قدرات عقلية عالية تجعلهم يفكّرون وفقا للمبادئ الإنسانيّة السّامية. والتّجارب االسّابقة واللاحقة مع الذين ارتكبوا القتل وأنزلوا الدّمار بالبلاد والعباد، وسلكوا التطهير العرقي والإبادة الجماعيّة عبر تحليل سلوك هؤلاء المستعمرين يتبيّن بأنهم لا يتصرّفون عشوائيا، بل وفقا لإعداد وتدريب مسبق، بل إن الذين يرسلون من قبل السّلطات المركزية الروسيّة إلى المناطق المحتلّة لديهم الإستعدادات الإجرامية لتنفيذ المآرب الأنانيّة فيرتكبون جرائم خطيرة بحق الإنسانيّة وهم يعانون عيوبا في كافّة الأمور العائدة إلى اتخاذ القرارات الّتي تتعلّق بالمشاعر والأخلاق القويمة والرّزانة في التعامل مع نبضات وهموم الذين احتلّت أوطانهم وهذا يعتبر ابتذالا في الأساليب المتّبعة.

وتشرق علينا يوما بعد يوم حالات من نهضة الشعوب في سباق وتلهّف نحو حرّيّاتها الأساسيّة واسترداد حقوقها وثقافاتها وحضاراتها وثرواتها وفقا للوائح حقوق الإنسان للتخلّص من الإستعمار والتسلط الأجنبي، وفي نفس الوقت نجد أن السّلطات الإستعماريّة الرّوسيّة تقوم بتطوير أساليبها المتّبعة من حين لآخر وتلجأ إلى فرض شرذمة من الحكام العملاء المعيّنين من قبل المركز أو العاصمة موسكو من أجل تحقيق ما تطمح إليه من أهداف ومصالح لا مشروعة، وذلك بالعرف الأنساني والدّولي، إضافة إلى دعم منظّمات مشبوهة لكن محسوبة على المناطق المحتلّة لتمرير سياسات إستعماريّة ظاهرها برّاق لكنّها في الواقع خبيثة وخادعة.

ومع مرور الزمن تكاد هذه الدّولة الإمبرياليّة التّسلّطيّة أن تفقد  فرصتها وموقعها الإستعماري كوضع تقليدي اتّصفت به لأكثر من أربعمائة وخمسون عاما، وذلك بفضل صحوة الشعوب وكفاحها من أجل استرداد استقلالها، فستضطر على الرغم منها إلى تغيير أساليبها الإستعمارية والسّلطويّة واتّباع أساليب جديدة ومستحدثة حسب تطوّر الأوضاع، وما حصل لما سمّي آنذاك بالإتّحاد السّوفياتي المقبور، فإنّه سيحصل لهذه الدّولة الإستعماريّة المهيمنة على مقدرات أمم وشعوب عددها يتجاوز المائة، رغم أنّها ستحاول  استخدام الوسائل الحديثة والمتطوّرة وأساليب الدّعاية الإعلامية في نشر الإشاعات الملفّقة والأكاذيب المغرضة إضافة إلى فرض لغتها وثقافتها على الآخرين، فتغيّب الشعوب عن قضاياها المصيريّة الهامّة، ومن مقتضيات الأمر بالنسبة للمستعمرين أحيانا هو سلوك ديناميكية تبديل الأساليب الأستعمارية المتّبعة، من أجل تنفيذ الهدف الإمبريالي الذي لا يتغيّر عندما تتغيّر طرق الإحتيال، ولكن يبقى الإستعلاء والتّسلّط وكذلك النّهب أهدافا رئيسيّة.

يجب على الشركس أن يكونوا متّحدين وأن يستطيعوا تمييز الغث من السمين وأن يكونوا مستعدين للدفاع عن مصالحهم لأنّه “تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستأسد الحامي”، ويجب عليهم التمييز بين الصديق والعدو، خاصة وأن بعض ضعاف النفوس ومن أجل التهّرّب من الواجب الملقى على عاتقهم فإنّهم يقولون بأن على الشركس أن لا يأتوا على أيّ عمل قد يغضب الروس ويعتبرونهم أصدقاء، متناسين بأنّ “الصديق الذي لا خير منه في الحياة لا ينفع بعد الممات”، ويجب عدم الإفراط في التّواضع مع من احتلّوا الوطن لأنّ “الإفراط في التواضع يجلب المذلّة”، ولا يجب الإستجارة بالّذين ينكرون علينا حقوقنا لأن من يفعل ذلك ينتهي به الأمر “كمجير أم عامر”. ومن أجل إستعادة الحقوق الشّركسيّة، يجب مراعاة المنطق في التعامل مع الّذين صادروا حقوق الأمّة الشركسيّة بحيث يجب مراعاة المثل القائل، “لا تكن صلبا فتكسر و لا ليّنا فتعصر”، فالحب والكراهية كلاهما طاقة ثمينة، لا يصح أن نبددها فيمن لا يستحق، ولأجل مصلحة الوطن العليا يجب ألاّ تصيب الشّركس الفرقة لأنّه “إذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء”، ويجب تمحيص الأمور وتقديرها حقّ قدرها، وإنّ ظنُّ العاقل خير من يقين الجاهل.

أنّ في الإتحّاد قوّة، وإن غداً لناظره قريب لأنّ كل آت قريب، ولن تغرق سفينة الحياة في بحر اليأس طالما هناك مجد إسمه أمل…

إيجل

10 آب / أغسطس 2009

Share Button

أضم صوتي لأبخازيا لفاطمة تليسوفا

أضم صوتي لأبخازيا 
فاطمة تليسوفا

تتصدّر جورجيا الصفحات الاولى في الصحف وشؤون الأخبار مرة أخرى بعد مرور سنة على الحرب القصيرة ولكن العنيفة في آب / أغسطس الماضي. هناك أطنان من التحليلات في وسائل

الإعلام في مختلف أنحاء العالم ولكني أعتقد أن صوتي يستحق بأن يسمع باعتبار أني كنت قد ولدت في منطقة القوقاز،  وقدمت التقارير الإخبارية من المنطقة لمدة 12 عاما لوسائل إعلام غربية.

سوف لن أعطي أي تحليلات أو خبرات. لكن فقط عندي مجموعة من أسئلة “هل تعلم؟” و”لماذا؟” أود توجيهها للناس الذين يتخذون القرارات.

 

إن أسئلة “هل تعلم؟” بسيطة جدا ولكن أعتقد بأنّه يجب الإجابة عليها.

بالتّالي، هل علمتم أن الأبخاز الأصليّين يكوّنون فقط 30 ٪ من سكان أبخازيا؟

هل تعلمون أن نسبة ال 70 ٪ المتبقين هم بالتساوي بين اليهود والأرمن؟

هل تعلمون أن إحصاءا لعدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في مطلع التسعينيات من أجل حرية أبخازيا ضد جورجيا يبين بانه مماثل للصورة العرقية المذكورة؟

اذا ذهبتم الى العاصمة الأبخازية سوخومي وبحثتم عن النصب التذكاري لأبطال الاستقلال، فسوف تفاجؤن كم عدد الأسماء الأرمنيّة واليهودية المنقوشة على الحجر التّذكاري.

هل تعلم كيف أصبح الأبخازيون أقلّيّة عرقية على أرض وطنهم؟

هل تعلون أن الأبخازيين قاتلوا ضد الغزو الروسي لأكثر من 150عاما مع أقاربهم الشّركس؟

 

إبحثوا عن الإجابات  في أرشيفات روسيا القيصرية. ستجدون وصفا تفصيليا لأبشع الفظائع الجماعية والتطهير العرقي التي يدعوها الباحثين المعاصرين بالإبادة الجماعية.

هل تعلمون أن 99 ٪ من الأبخاز ذبحوا أو رحّلوا إلى تركيا العثمانية في نهاية القرن التّاسع عشر؟ حيث كانت جورجيا في ذلك الوقت حليفا لروسيا وكانت الأراضي الجورجية هي التي استعملتها القوات العسكريّة الروسية لمهاجمة أبخازيا.

هل علمتم أن أبخازيا أصبحت جزءا من جورجيا باعتبارها هدية الى الوطن من جوزيف ستالين، ذوالعرقية الجورجية وأبشع ديكتاتور في عصر الاتحاد السوفياتي؟ بهذه البساطة.

هل علمتم أن 100 ٪ من سكان أبخازيا أجابوا “بالنفي” على سؤال بشأن إمكانية الإتحاد مع روسيا؟ مما يجعل من الواضح أن أبخازيا لن تقبل مطلقا بأن تكون روسيا أقرب من كونها حليفا غير مرغوب فيه. وإذا حاولت روسيا السيطرة على أبخازيا فإن شعبها سيكون في قتال على جبهتين. قتال ميؤوس منه ولكن من المؤكد أنه سيكون من أجل الحق في العيش بحرّيّة. إنّه خطأ الغرب أن شعب  أبخازيا لا يملك أي خيارات أخرى عدا أن يكون حليفا روسيّا.

وهنا يأتي أول سؤال من أسئلتي المستهلّة ب “لماذا”: إذا كان اليهود والأرمن سعيدين مع السلطات الجورجية، فلماذا اختاروا الكفاح من أجل أبخازيا بدلا من إختيار الجانب الجورجي؟ لماذا لم يسأل أحد في  الغرب سؤالا بسيطا: ماذا لو أن هناك خللا ما في السياسات العرقيّة الجورجيّة؟

ماذا لدينا الآن؟ ثلاث أمم مرت  بتجربة الإبادة الجماعية تكافح معا من أجل حقّها للعيش بحرية ضد المعتدي الذي من الغريب بأنّه مدعوم من قبل الدول الغربية، والذي يدّعي أنّه الأنموذج الذي يقتدى لمبادئ الأخلاق في العالم.

ودعم جورجيا هو واجب أي دولة ديمقراطية، لأنه… وهنا لديكم قائمة طويلة وهي أكثر من كافية لتبرير أي عمل نيابة عن جورجيا، وحتى الحرب.

ولكن، أين هي مبادئ العالم الإنسانيّة؟ فما نصيب الغرب مع الدول التي تمارس العنف الوحشي ضد الأمم الصغيرة؟ المصالح الجيوسياسية؟ هل ستبقى المصالح الجيوسياسية مقبرة للمبادئ الأخلاقية في العالم المتغيّر؟ وإذا كان الجواب بنعم، فهذه “لماذا” الأخيرة وهي شخصيّة جدّا: لماذا ينبغي علي أنا، المواطنة من كوكب الأرض أن أستمر بالإيمان في شرعية المؤسسات العالميّة؟

 

فاطمة تليسوفا

6 أب / أغسطس 2009

نقل عن: مجموعة العدالة لشمال القوقاز

ترجمة: أخبار شركيسيا

 

 

Share Button

..دروب: قيثار سومري لاغنية شركسية

gui

قيثار سومري لاغنية شركسية ..

  نعيم عبد مهلهل 01 نوفمبر 2006

((الى بريهان بير قدار . يدفعنا هاجس قوقازي لنتأمل فيه سحر الشعر الذي يسكن روحك . ويرمينا قدر الحلم المطعم باشتاق شركسي لمصافحة الغيوم ، ولاجل هذا اردناك نسمة هواء تعبر المحيط لتدلنا على الطريق الذي يوصلنا الى الغيمة ..))

1
من دواعي سروري إني اعطيت الريح نقودي سلفا . وبإفلاسي صنعت رموشا لعينيك ، مظلة عن مطر سيبلل خواطرك بالحزن لانك بعيدة عن قوقازيا .
ليت للوردة لسان لتقول لك . ان حدائق الشراكسة في الجنوب السومري كانت اكثر من حدائق والي الاستانة .
وان العصفور الشركسي كان هناك مثل تحفة اثرية . وان الهوى في مهب الحبيب ، بيتا شعريا تطلقه رئة النخلة ، وان الجمال ،سيبكي محال دون ابتسامة قصيدتك .
في الفضاء الازرق . بهجتك رغيف خبز . قصائدك الموسيقى كلها . وحنانك دفتر انشاء . اكتب فيه خاطرة العولمة ، واتسائل أن كانت كل بريهان نجمة .؟
قلبك البحر . رمشك الاخوة . اصبعك الحبر . ودموعك . بئر في لوتفال ، قرية في اوديسا ولد قربها اجمل شاعر شركسي .
إنها لحظة . الغور فيها عطر طريق ، والنسمة فيها حقيبة مدرسة .وانت مثل شريط ظفائر ، ازرق ويعلم شمس الصباح معنى الغناء .
ستبتسمين . البسمة تصبح حبة جوز ، نقشرها بنسمة اشعارك . اللب من اروحنا . نحن البشر . السلام الذي فينا ، ان نكون واحدا رغم القارات . لهذا اتمناك بريهان جغرافيا .
تضحك سنبلة .
يبكي خنجر .
ناي يصدح في الليل القوقازي .
دمع يرقص في الليل الشامي .
امنية تلبس تنورة .
قصيدة تغطي برد كل هؤلاء بالمعاطف وسوية تقضون الليل فوق قاسيون ..

2

الرؤية إننا نرى .
والحلم . إننا نحلم .
والمواطنة إننا نتمي الى وطن .
وحده الجبلي ، لاينتمي الى جبل ، إنما السماء له .
ولانهم جبليون .
الشراكسة اصدقاء السماء .
غير إنك في رسالة اخيرة . اضفت شيئا اخرا وقلت : واصدقاء العشب ايضا .
امي تقول : من يصادق العشب لايجني الخضرة فقط .
بل روح متصوف .

3

هناك .
حيث يدرك شجنك وجد الشعر ، وتغلسين ظفائر الليل بالقصائد ونحيب القيثارات
هناك حيث يشتريك حب الانسان من مقاه المرجة والجزمتية والرابية وباب توما .
يحتفي بك طيف المكان .
رائقة كما عصفور يرتدي قبعة من الفرو
وجميلة كما لوحة لماتيس .
الوانها الشام
وعطرها الجمهوريات المستقلة .
ستبتسمين .
الابتسامة تصير وترا ثامنا في عود منير بشير .

4

قيثار سومري لاغنية شركسية .
هوذا الشعر .
سيدة بريهان .
يجلب الحضارات كلها الى حدائق عينيك
يجعلنا نتأمل البوح في الروح .
ويدعونا الى اقداح شاي اخضر .
ستاتي عشتار ، والهة بابل ، وصناع اساطير الشركس كلهم .
وكل واحد منهم . سيقلد مشيتي اليك وبيده باقة ورد

بلودان 25 تشرين اول 2006

http://www.doroob.com/?p=12118

Share Button