أرشيف التصنيف: آراء وتحليلات

آراء وتحليلات

سوتشي “2014”: ما قبلها وما بعدها

نقلاً عن عدد صحيفة الغد الاردنية الصادر بتاريخ 16 / 6 / 2010  (أفكار ومواقف)

سوتشي “2014”: ما قبلها وما بعدها

بقلم: مراد بطل الشيشاني

لعل من أكثر الروايات التي قرأتها في حياتي، واستغربت، ولم أزل، بأنها لم تتحول إلى فيلم سينمائي هي رواية “البذرة الأخيرة –آخر المهجرين”، للكاتب الشركسي “باغرات شينكوبا”، والتي ترجمت إلى نحو خمس عشرة لغة، من ضمنها العربية، وتتحدث عن مخطوط تاريخي وصل للراوي، ليربط القارئ بأسلوب أخاذ بحكاية من يمكن أن يوصف بآخر الـ”الأوبيخ”، وهو بطل الرواية، وتلخص حكايته التراجيديا الشركسية من قتال، وتهجير، ونفي، بدءاً من أراضيهم وروسيا القيصرية مروراً بدروب الهجرة في الدولة العثمانية.

“الأوبيخ”، هي واحدة من القبائل الشركسية، (التي تشير بعض الروايات التاريخية أنها اثنتا عشرة قبيلة، يرمز لكل منها بنجمة وتشكل مجتمعة العلم الشركسي الأخضر بتلك النجوم وتحتها ثلاثة أسهم متقاطعة)، وقد تعرض الأوبيخ شأنهم شأن شعوب شمال القوقاز كلها، لحملات إبادة عسكرية من قبل روسيا القيصرية.

ولعل الشيشانيين كانوا استثناء حين استمرت الحملات العسكرية ضدهم بغض النظر عمن يحكم في موسكو، سواء كان أميرا قيصريا، أو رفيقا حزبيا، أو ممثلا للنظام الروسي الحالي. ولم يعن هذا بحال من الأحوال أن شعوب شمال القوقاز الأخرى، الشراكسة، والداغستانيين، والإنغوش، والأوستينيين، لم يكونوا عرضة للتضييق عبر سياسات أخرى كـ “الروسنة”، والتهميش، والفوقية الاقتصادية، وذلك على مر العهود الروسية.

حالة “الأوبيخ” فريدة بحكم أن سلالة هذه القبيلة، وبحكم السياسة القيصرية، شبه تلاشت، وتراجعت أعدادها، ولهجتهم المحكية مهددة بالانقراض، إن لم تكن قد انقرضت بالفعل، وهو مدعاة وصف باغرات شينكوبا، بطل روايته “زاورقان زولاق”،  بـ “آخر المهجرين”، وهو مدعاة وصفي له بآخر الأوبيخ في بداية المقال هذا.

ذكرني بالرواية والأوبيخ، الحديث والجدل الدائر الآن في موسكو، حول الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014، والتي من المزمع أن تستضيفها مدينة سوتشي المنتجع القابع في شمال الحدود الجنوبية لروسيا. سوتشي هذه كانت أرض الأوبيخ، ومن هنا تبدأ حكاية المعارضة التي تلقاها هذه الاستضافة من قبل الشراكسة، وأيضاً يبدو أن منها مؤشرات تقدم على التحولات المتوقعة في شمال القوقاز.

وأما المعارضة الشركسية، فتلخصها الحملة الدولية التي بدأها ناشطون شراكسة في دول عدة باسم “NO Sochi 2014“، حيث يوردون 14 سبباً لمعارضتهم لاستضافة مدينة سوتشي الأولمبياد، وأهمها أن “الإبادة الجماعية الشركسية، ما تزال غير معترف بها من قبل روسيا… ويجري بناء الملاعب والقرية الأولمبيّة على المقابر الجماعية للشّراكسة الّذين قتلوا بلا رحمة خلال الإبادة الجماعيّة”، وأن سوتشي تقع في “كراسنايا بوليانا (والتي يطلق عليها “التلة الحمراء” من قبل القوات الروسية إشارة إلى كمية الدماء الّتي نزفت)، وهو المكان الّذي احتفلت فيه القوّات الرّوسية في 21 أيّار (مايو) 1864 بنهاية الحرب ضد الشراكسة، وهي الّتي راح ضحيّتها مليون ونصف المليون من الرّجال والنّساء والأطفال، أكثر من 50 % من مجموع عدد السّكّان في ذلك الوقت”.

ولأن سوتشي، كانت نقطة تهجير الشراكسة، حيث أنه من هناك بات نحو 90 % من الشراكسة يعيشون خارج وطنهم. كما أن الحملة تضيف سبباً آخر هو أن الناس “في شركيسيا، ما يزالون محرومين من حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وهي فضائل أهم بكثير من الملاعب الرّياضيّة الكبرى، والميداليات الذهبيّة، والاحتفالات الأولمبيّة”، وفيما تضيف الحملة أسباباً بيئية، وأركيوبوجية وتاريخية لرفضهم تلك الاستضافة.

الأسباب السياسية، التي تورد لمعارضة أولمبياد سوتشي 2014، هي جزء من التفاعلات السياسية في شمال القوقاز، والتي تشهد نزوعاً متنامياً منذ أن “هدأت” الشيشان، نسبياً، بعد حربين امتدتا نحو العقد منذ عام 1995، نحو رفض سلطة موسكو، ولعل الهجمات المتكررة في أنغوشيتيا، وداغستان، والجمهوريات الشركسية مؤشر أساسي على هذا النزوع، ومن الملاحظ أن إيديولوجية توحيد شمال القوقاز ترتبط بـ “إمارة القوقاز الإسلامية”، والتي تبرز كمظلة للجماعات الشمال قوقازية المسلحة، وبالتالي فإن المظالم المحلية في شمال القوقاز، سواء غياب الحريات، وتراجع الإنفاق من قبل الحكومة المركزية وتحويل الأموال لتحضيرات أولمبياد سوتشي 2014، كلها تلعب دوراً أساسياً لصالح “الإمارة”، وبالتالي لاحتمالات تصاعد العنف في المنطقة لما بعد الاحتجاجات على سوتشي 2014.

***صحيفة الغد الاردنية 16/6/2010

 

Share Button

حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

عادل بشقوي

16 يونيو/حزيران 2010

جاءت القوّات الرّوسيّة الغازية لاحتلال الأرض الشّركسيّة في القوقاز العزيز، وكأنّها تحتل أرضا بلا شعب وإن تصادَفَ وجود أناسٍ يعيشون هناك فإنّه ليس لهم الحق في العيش في القوقاز ودائما حسب المنطق الإمبريالي! فكان عليهِم إمّا الموتَ أوْ العيشَ أذِلاء خانعين تحت نيرِ الحُكم الإستعماري الرّوسي أوْ الرّحيل الإجباري، وذلك بعد أنْ تمّ تدمير الوطن من خلالِ العبثِ بمقدّراتِه وإحراقِ القرى والبلدات والمزارع والبيوت والإستيلاء عليها ونهب الخيْرات والممتلكات العامّة والخاصّة، وقامت السلطات القمعيّة المدعومة بالقوّات الهمجيّة التي أوجدها الاغتصاب والاحتلال لمحاولة محو التّاريخ من خلال ارتكاب أعمال القتل والتّطهير العِرقي والإبادة الجماعيّة من قبل الجنود النّظاميّين في الجيش الرّوسي بالتعاون مع المرتزقة والمأجورين والعملاء وبناءا على الأوامر التي صدرت عن القيادات والقادة والضّبّاط الرّوس. متابعة قراءة حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

Share Button

حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

حقيقة الإحتِلال الرّوسي لِشركيسيا

جاءت القوّات الرّوسيّة الغازية لاحتلال الأرض الشّركسيّة في القوقاز العزيز، وكأنّها تحتل أرضا بلا شعب وإن تصادَفَ وجود أناسٍ يعيشون هناك فإنّه ليس لهم الحق في العيش في القوقاز ودائما حسب المنطق الإمبريالي! فكان عليهِم إمّا الموتَ أوْ العيشَ أذِلاء خانعين تحت نيرِ الحُكم الإستعماري الرّوسي أوْ الرّحيل الإجباري، وذلك بعد أنْ تمّ تدمير الوطن من خلالِ العبثِ بمقدّراتِه وإحراقِ القرى والبلدات والمزارع والبيوت والإستيلاء عليها ونهب الخيْرات والممتلكات العامّة والخاصّة، وقامت السلطات القمعيّة المدعومة بالقوّات الهمجيّة التي أوجدها الاغتصاب والاحتلال لمحاولة محو التّاريخ من خلال ارتكاب أعمال القتل والتّطهير العِرقي والإبادة الجماعيّة من قبل الجنود النّظاميّين في الجيش الرّوسي بالتعاون مع المرتزقة والمأجورين والعملاء وبناءا على الأوامر التي صدرت عن القيادات والقادة والضّبّاط الرّوس.

شُرّدَ وَرُوّعَ المواطنون الأبرياء والسّكان الآمنين وذُبح الرّجال والنساء مع أبناءِهِم وأطفالِهِم وأفراد أسَرِهِمْ بلا رحمة ولاشفقة وبتجرد تام من الإنسانية، وأحْضِرَتْ أعداد الدّخلاء والمستوطنين ليحلّوا محل أصحاب الأرض الأصليّين وهم الذين عاشت أمتهم عليها لآلاف السّنين ولم يُسْمَحْ لهُم بالعودةِ إلى الوطن وفقا للقوانين والأعراف الدّوليّة.

قامَتْ قُوّات الإحتلال الغاشِم بتقسيم الوطن الشّركسي الى ما يُشْبِه الكنتونات والمستعمرات والجزر الأمنية والإستيطانيّة وأعيد تقسيمها عدة مرات فيما عملت السلطات الاستعمارية على تغيير أسماء رُموز الوَطن.

وبعدما يزيد على مائة وست وأربعين عاما على الكارثة الشّركسيّة، لاتزال روسيا الإستعمارية وإلى يومِنا الحاضر تحاول السيطرة ليس على الأرض الطاهرة فقط والّتي احتلّتها واغتصبَتْها بالحديد والنار لكن كذلك التّأثير مباشرة أو بطرق خبيثة متعددة على منْ تبقّى مِنَ الأمّة الشّركسيّة في الوطن الشّركسي المحتل وكذلك على الّذين ينتمون إلى المجتمعات الشركسية في ديار الاغتراب، ولسوء الطّالع فقد قام إخوان الشّياطين من بعض الأفراد العملاء المزدوجين والمحسوبين على الأجهزة الأمنيّة والإستخباراتيّة للسّلطات الرّوسيّة وكذلك على الأجهزة الأمنيّة والإستخباراتيّة التّابعة لسلطات الدّول المضيفة للشّراكسة في رحلتهم الطّويلة بعيدا عن الوطن بالتّجسّس ونقل المعلومات لأسيادهم  لملاحقة ومتابعة ومضايقة القوميّين الشّراكسة لمحاولة التّاثير على النّشاطات القوميّة الّتي تهدف تحديدا إلى استرجاع الحقوق الشّركسيّة المهدورة!

وليس من المستغرب بأن تقوم ما يّسمى بالفدرالية الروسية باستغلال قوتها وسطوتها ونفوذها في الأمم المتّحدَة بحكم عضويّتِها الدّائِمة في مجلس الأمن الدّولي للحفاظ على مكتسباتها غير المشروعة والتي سلَبَتْها من أصحابِها الشّرعيّين.

وتقوم أذرع السلطة الروسية المختلفة وبتوجيه مباشر من قبل حكّام الكرملين وأجهزة الأمن الفيدرالي الروسية (إِفْ إِسْ بي) وكل الوكلات التّابعة لها بالداخل وما وراء الحدود والبحار بإدارةِ الدولةِ ونفوذِها على الطريقة السوفياتيّة بحيث تقوم بالاستحواذ على كافة مقوّمات وإمكانيّات الدّولة الرّسميّة والاقتصاديّة والإعلامية وكافّة مناحي الحياة، وكذلك تقوم بالإبقاء على السيطرة المركزيّة المباشرة من الكرملين في العاصمة موسكو على كافة الاقاليم والأمم المستعمرة التي يربو تعدادها على المائة وعشرين شعبا من مختلف الأجناس والأعراق وصولا الى المجتمعات الشّركسية في ديار الشتات.

وتسيطر أجهزة الحكم الروسية على كافة وسائل الإعلام الرئيسية وتقوم هذه الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية ببث الأخبار الموجهة حسب سياسة الدولة الإمبريالية، حيث انفقت عشرات الملايين من الدولارات لشراء الذمم والضمائر واستغلال العلاقات العامة في كافة انحاء العالم من أجل الترويج للسياسات الرّوسية.

والانتقاد مهما كان شفافا أو بنّاءًا فهو غير مسموح به وغير مقبول بتاتا، وما ازدياد أعداد الصحفيين والمحامين وناشطي حقوق الانسان الذين يتعرضون للقتل والإصابة والتّرهيب إلا شاهدا ودليلا على ذلك.

كل ذلك لن يثني الذين عقدوا العزم على مواجهة التحديات لاسترجاع الحقوق المصادرة من العمل بالسر والعلن من أجل الوصول الى كافة المحافل الدّولية لشرح أبعاد الاحتلال وتهجير الأمة الشركسية خارج الوطن.

وتجاهلت السلطات الروسية كافة المطالبات العادلة ومنها اعتراف الدولة الروسية بالمذابح الجماعيّة، بل ذهبت أبعد من ذلك بان قررت هذه الدّولة العدوانيّة والاستبداديّة استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية للعام 2014 في سوتشي الشركسية وهي رمز لن ينسى لأرض الإبادة الجماعيّة وتهجير الشّراكسة والتي كانت آخر عاصمة للدولة الشركسية؛ كل ذلك دون اخذ الإعتبارات والتّحفظات بالحسبان وهي التي أبدتها القوى القومية الشركسية المهتمة بتاريخ أمتها وكذلك تساندها في وقفتها المشرّفة الشعوب القوقازية الحية الاخرى.

أيجل

16 – يونيو/حزيران – 2010

 

 

Share Button

“ردّا على خبر “القوزاق والأمن في القوقاز

ردّا على خبر “القوزاق والأمن في القوقاز”

تطل علينا بين الفينة والأخرى أبواق الدعاية الإستعمارية الروسية وعبر الوسائل المتاحة بشتى الّلغات لبثّ سمومها وتلويث المعلومات التي يحصل عليها الناس من مصادر مختلفة وذلك من أجل التسويف ونشر الأكاذيب التي هي السياسة الرسميّة المتبعة لتأجيج المشاعر القوميّة بين الشعوب المستعمرة ولقلب وتزوير الحقائق والتضليل وتقديم اصطلاحات إعلامية وفق نماذج برّاقة لا تساهم إلّا في مزيد من الحقد والكراهية التي أوجدها مؤسّسوا الإمبراطوريّة القيصرية الروسية ومن ورث سلطتها من الحكومات المتعاقبة.

أحد تلك الأمثلة هو الخبر المنشور كتابة وصوتا وفيديو على موقع “روسيا اليوم” باللغة العربية الّذي ترعاه الحكومة الروسيّة بعنوان “القوزاق والأمن في القوقاز” ويحوي المغالطات والأكاذيب والأفكار الإستعمارية الروسيّة دون ذكر الحقيقة ألا وهي الإحتلال الروسي والآثار التي ترتّبت ولا تزال على الوجود الإمبريالي وتأثير ذلك على الشّعوب المقهورة، وكذلك احتوى الخبر على نقاش دار بالّلغة الرّوسيّة ومترجما بالصّوت إلى الّلغة العربيّة بين مقدّم البرنامج واثنان آخران أحدهما أكاديمي قوزاقي والآخر يبدو من اسمه بأنّه من أحد شعوب شمال القوقاز، إلّا أن مجرى الحديث دار وفقا للثّوابت الإستعماريّة الرّوسيّة؛ ولا يفوتني أن أذكر هنا بأن النسخة المكتوبة بالّلغة العربيّة شملت وضع رابط على كلمة “قوزاق” والواردة في الفقرة الأولى وهو ما ينقل القارئ إلى رابط بالّلغة العربيّة يشرح عن القوزاق وأصولهم، بينما وضع رابط آخر على كلمة “القوقاز” في بداية الفقرة الثّانية ولكن للدّهشة فإنّ الرّابط المقرون بكلمة “قوزاق” هو نفسه الرّابط المقرون بكلمة “القوقاز” وهو بعنوان “نبذة عن القوزاق الرّوس”!

http://rtarabic.com/news_all_info/26756

فيما يلي النّص الكامل للخبر المكتوب ليكون القارئ الكريم هو من يحكم في الأمر:

 

القوزاق والأمن في القوقاز


15.06.2010 18:05

 

هل تحتاج روسيا لانشاء وحدات عسكرية من القوزاق؟ وهل سيساهم القوزاق في استتباب الامن بشمال القوقاز؟ كيف يمكن ارساء علاقات الصداقة وحسن الجوار مع شعوب جمهوريات شمال القوقاز؟ عن هذا الموضوع سيتحدث ضيفا برنامج بانوراما.

معلومات حول الموضوع:

يعتبر شمال القوقاز من الناحية التاريخية موطنا مشتركا لشعوب كثيرة، بينها اقوام جبلية متنوعة ، وبينها ايضا القازاق الذين يمثلون جماعة اثنية ثقافية وحضارية مميزة من مكونات  الشعب الروسي. ان  قازاق القوقاز من أحفاد المستوطنين الروس الطلقاء الذين اقاموا  في حينه على امتداد انهار جنوب روسيا وفي سفوح الجبال ، ويتميزون بأصالتهم وخصوصيتهم المعيشية القائمة على النخوة القبلية والجرأة والإعتزاز بالكرامة الشخصية وروح الفروسية واتقان استخدام السلاح. وكانت هذه التقاليد ونمط الحياة المميزة قد قربت القازاق تاريخيا من جيرانهم الجبليين في شمال القوقاز ، على الرغم من ان العلاقات بين الطرفين لم تكن  تتسم بالوئام دوما للأسف الشديد. في بداية القرن التاسع عشر تحول القازاق الى فئة عسكرية ذات امتيازات. وقد شاركت العساكر القازاقية في عهد النظام القيصري الروسي في العديد من الحروب، وكلفت بحماية وحراسة حدود روسيا الجنوبية، بما فيها منطقة القوقاز. وبالمقابل كان القازاق يتمتعون بإستقلالية اجتماعية وامتيازات كبيرة تمثلت في الإعفاء من الضرائب وفي الإنتفاع بمساحات شاسعة من الأراضي لغرض الإسكان والإستيطان.

 وفي العهد السوفيتي لم يعد القازاق  يمثلون قوة عسكرية منظمة، لكنهم احتفظوا بكيانهم  الإثني الثقافي المميز. وفي التسعينات ، اثناء تأزم الموقف في الشيشان وحواليها، تعرض الكثيرون من القازاق، الى جانب باقي السكان الروس، للتنكيل والاعتداءات المتكررة من قبل الإنفصاليين ، بل اضطر بعضهم الى ترك ديارهم واراضيهم. اما الآن فالقيادة الروسية تبدي اهتماما كبيرا بالقازاق في اطار سياسة عودة السكان الناطقين بالروسية الى اراضيهم في القوقاز. فقد بوشر، على سبيل المثال، في تفعيل العمل في تشكيل وحدات عسكرية مؤهلة من القازاق. الا ان لهذه المخططات مؤيديها ومناوئيها. فالبعض يقولون ان تقوية مواقع القازاق في شمال القوقاز بدعم من الدولة يقود الى تعزيز الأمن والنظام هناك. فيما يشير آخرون الى احتمال حصول مشاكل معينة، وفي مقدمها إمكان نشوب نزاعات في عدد من جمهوريات القوقاز الشمالي بين القازاق والسكان المحليين من ابناء الشعوب الجبلية المسلمة في حال استعادة  الأراضي التي كان يقيم فيها القازاق سابقا، وفي حال تشكيل وحدات عسكرية قازاقية هناك. وغني عن البيان، من الجهة الأخرى، ان مهمات حفظ النظام وتأمين السلام في القوقاز الشمالي مسؤولية مشتركة لجميع سكان المنطقة. وان حلها وفقا للقوانين الروسية ينبغي ان يعزز ويوفر مستلزمات وقدرات التطور السلمي وعلاقات حسن الجوار بين جميع شعوب الجنوب الروسي. 

http://rtarabic.com/prg_panorama/49138/video

 

 

Share Button

سوتشي هي جزء من شركيسيا

سوتشي هي جزء من شركيسيا
انه لمن التفاهة بمكان أن يتم استعراض أفكار وتعليقات من شأنها توجيه إنجراف المهتمين بالمعرفة والمعلومات المفيدة لمزيد من التناقض والتفكير أحادي الجانب الذي من شأنه أن يؤدي بالضرورة الى “التواصل في اتجاه واحد”، ويزيد من من حدّة الخلاف وذلك بجمع المعلومات للتركيز على بعض الأفكار بقصود أن تعطى على اعتبارها حقائق دون التفكير ثانية بالواجب الإنساني والمتمثّل بتقديم المحتوى في أساليب أكثر منطقية وملائمة فيما يذكّر ذلك بما عانت بسببه الأمّة الشّركسيّة من كثير من الخيانات ضدّها والّذي من شأنه أن يقودنا إلى: ” إذا طعنت من الخلف فاعلم أنك تسير في المقدمة”.
عاش الإنسان في المنطقة الساحلية من البحر الاسود منذ عرف التاريخ البشري، والتي شملت العديد من الكيانات التي انقرض معظمها أو لم تعد موجودة في الوقت الحاضر، ولكن الشراكسة وعلى الرغم من كل الكوارث التي كانت تؤثرعلى ذات وجودهم، ولكن لا يزالون هناك، على الرغم من أنّ 10 ٪ فقط من الشركس ما زالوا يعيشون في الوطن والباقي موزعين في جميع أنحاء العالم…
صحيح أن الأمم القديمة مثل الإغريق والرومان أقاموا مستعمرات على مناطق ساحل البحر الأسود أساسا للتجارة ولحراسة الممرات لغزاتهم الذين شنوا الحروب ضد الآخرين على أطاريف وما وراء منطقة القوقاز، لكن لم يدم بقائهم بها لمدة طويلة.
ووجد الشركس في شمال-غرب القوقاز لآلاف السنين والذي جاء تطورهم الاجتماعي ليصبحوا في العصور الوسطى 12 قبيلة، ولكن البعض منهم أبيد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر نتيجة للجرائم-الجماعيّة التي ارتكبت من قبل الإمبراطورية القيصرية الروسية الجشعة  خلال حروب روسيّة / شركسيّة (قوقازيّة لحوالي 450 سنة والتي انتهت آخرها بعد 101 سنة من الحرب المستمرة والرعب والجرائم والمجازر في 21 أيار / مايو من عام 1864 وذلك بعد الاحتلال الكامل للشركيسيا.  سيكون مصدر إلهام لنا بمعرفة الحكمة القائلة: “العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئا”، واستفاد الشراكسة من التجربة المريرة: “إن الجزع عند المصيبة، مصيبة أخرى.”
وكما أنّ “من علَتْ هِمّتَهُ طالَ همّهُ”، وكل لحق بالأمة الشركسية وما زال مستمرا مع وجود ثقافة ثمينة  معتبرة وقيم إنسانية معروفة، على الرغم من كل الصعوبات والعقبات والشّدائد التي ووجهت بها الأمة الشركسية، في حين أن هناك العديد من الأمم الّتي عاشت في تلك السنوات والتي انقرضت مثل المصريين القدماء والفرس القدماء والرومان القدماء والإمبراطورية البيزنطية والإمبراطورية العثمانية وحتى الإمبراطورية الروسية القيصرية تبعها في الإنقراض الإتّحاد السوفياتي المقبور.
القياصرة الروس والأمراء وقادة الجيش وجميع “مجرمي الحرب” مثل سيئ الصّيت والسمعة الجنرال غريغوري كريستوفوروفيتش زاس الذي أشبع تعطّشه للانتقام في ذبح الشركس ووضع الرؤوس والجماجم تحت سرير نومه الخاص الّذي يصنف بأنّه عملا من أعمال أكل لحوم البشر. كذلك، الأمير غريغوري بوتيمكين، الحاكم الروسي الأوّل في القوقاز في عام 1785، والجنرال الكسندر سوفوروف والجنرال بافل تسنيانوف والجنرال غلازيناب والجنرال بولجاكوف والجنرال ألكسي يرملوف والجنرال دلبوستو والجنرال ستال وقائد جيش القوقاز الدّوق الأكبر ميخائيل رومانوف والادميرال ميخائيل بتروفيتش لازاريف ومئات من المجرمين من ذوي الرتب العالية والدّنيا.
إنّ الشّراكسة الصّادقين والمخلصين الّذين لم يثقلوا أيديهم بالخيانة والعلاقات المشبوهة مع المحتلين والمتآمرين الأجانب الذين يرغبون في تطبيع آثار ونتائج “النكبة الشركسية” من خلال قبول واقع على استيعابهم ضمن “قبول أمر واقع” أممي ونسيان الوطن والحقوق المشروعة، التي تتضمن القبول والموافقة على عقد دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي لعام 2014 في موقع من الإبادة الجماعية والترحيل القسري التي تعرضت لها الأمة الشركسية في أثناء الحرب الروسية/الشركسية التي استمرت 101 عاما و توقّفت في 21 أيار / مايو من العام 2014!
إنّ جميع الشراكسة الملتزمين مدعوون للعمل بجد أكثر وتسخير قدراتهم المالية  ومهاراتهم الكتابية وأي علاج ممكن؛ ولكن عدم فعل ذلك سوف يؤدي إلى خيانة وطنهم الأم، لأن سر النجاح هو مواجهة الأزمة بدلا من التجاهل أو التأخير أو التهرب من المَهام الهامّة.
قال الزعيم الهندى نهرو: “واجبنا كزعماء وكقادة أن نغرس في الناس روح الأمل والتفاؤل، أما بالنسبة للشعوب المستضعفة والمقهورة فسوف لن تسود ولن تفوز طالما أنها لا تزال بائسة ومتشائمة؛ ولكن توجد طريقة للقيام بذلك، إذا ضرب القادة الأمثلة بأنّهم في القيادة والمقدّمة، مع الشجاعة والتضحية والجرأة”، وفيلسوف آخر اقترب من حقيقة ممارسة شركسية مطبقة منذ أمد طويل: “من العظماء من يشعر المرء فى حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء”.
أن تكون فرداً في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائداً للنعام…
إيجل
18 – مايو / أيّار – 2010
Share Button